كان المسرحي السوري الراحل سعد الله ونوس قد أجرى حوارًا مطولًا مع جينيه و نشره في العدد الخامس من مجلة الكرمل، شتاء 1982، ثم أعيد نشره في الكتاب الفاتن الذي أعده مالك سلمان تحت عنوان شعرية التمرد و الذي تضمن مجموعة كبيرة من النصوص و الحوارات. و أنا أعود هنا إلى بعض ما جاء في هذا الحوار حول علاقتنا، ثقافيًا مع الغرب، و الثورة و شروطها، من وجهة نظره بطبيعة الحال. إلا أنني، قبل ذلك، أود أن أخبرك أنه، كما جاء بالحوار، كان زار مصر في عام 1967، بعد الهزيمة بشهور قليلة، و نزل في فندق سميراميس، حيث القاهرة خالية من السياح، و إنه استقل التاكسي في طريقه إلى الهرم، ثم لاحظ أن السائق يخطئ الطريق، حينئذ: فتحت له الخريطة و أشرت له على الطريق الصحيح، فاكتشفت أنه أمي لا يعرف كيف يقرأ الخريطة، لحظتها فهمت أحد أسباب هزيمة حزيران.
إبراهيم أصلان