في لفتة زاحدة كنت أري المشهد الذي لازمني طوال العمر باعتباره تشخيصا مجسدا لمعني الخير ومفهوم الأيدي المباركة وحقيقة صنع الحياة .. فالخطوط المدلاة علي الحائط وقد انتظمت عقودا من البامية الناشفة، وباقات الثوم والبصل وقد بقيت هياكلها الفارغة، وأكياس الملوخية وقد غ علاها التراب ،وبقايا القمح والذرة في المخزنين العجيبين اللذين أقامتهما أمي فوق السطح من الطين المقوي بروث الماشية وانتظمت في صناعتهما ثقوب التهوية، وبقايا تراب الفرن الناعم الذي يخلط به القمح فلا يقربه السوس .. امتلأت عيناي بالدموع وأنا أشهق، يرعي الله أزمنة الكدح النبيل وفيض الخير بين الأيد المباركة . محمد عفيفي مطر
اقتباسات أخرى للمؤلف