فما يقاس الحُسن والقبح بمصدره الذي صدر عنه، ولا يعرف الخير من الشرّ بمنبعه الذي جاء منه، بل يُعرف حسنه وقبحه وخيره وشره من ذاته وصفاته، فقد نرث عن آبائنا رأياً أو عادة ويكون فيها الضرر، وقد نستورد رأياً أو عادة من عند غيرنا ويكون فيها النفع... فكيف _إذن_ نميز الحسن من القبح والخير من الشر؟ الجواب: نميز بما أودعه الله فينا من عقول، فإن أخطأت العقول الطريق نفتّش عن النور الذي يدلها عليه ويسيرها فيه، ويكفل لها بلوغ الغاية فلا تضل عنها. وهذا النور هو الشرع. فالميزان هو العقل المهتدي بهدي الشرع.. علي الطنطاوي