عبدالرحمن بن عوف يكلم عمر الخطاب: يا أمير المؤمنين! لِنْ للناس فإنه يقدم القادم فتمنعه هيبتك أن يكلمك في حاجته حتى يرجع ولم يكلمك. وكان عمر قد أخافهم حتى أخاف الأبكار في خدورهن. فقال: يا عبدالرحمن أنشدك الله أعلي وعثمان وطلحة والزبير وسعد أمروك بهذا؟ قال: اللهم نعم. قال: يا عبدالرحمن! لقد لِنت للناس حتى خشيت الله في اللين، ثم اشتددت حتى خشيت الله في الشدة، وأيم الله لأنا أشدّ منهم فَرَقاً منهم مني فأين المخرج؟ وقام يبكي يجر رداءه. فجعل عبدالرحمن يقول: أفٍ لهم من بعدك. علي الطنطاوي