فهل أحزنك يا بردى أنك اليوم ضائع في أهلك،لا ترى حولك عزة العروبة ولا جلال الإسلام؟ فما أنت وحدك المضاع، إن هنا أمّة بقضّها وقضيضها، هي مثلك مضاعة، وهي مثلك بنت المجد والسؤدد.. لا تحزن يا بردى.. بل اصبر، حتى إذا أعجزك الصبر فثر بأمواهك وليضطرم موجك، حتى تغسل عن قومك عار الذل والخنوع..إنهـ لا يغسلهـ إلا ثورتكـ، هذهـ سنة الحياة يا بردى..لا بالحق ولكن بالقوة. أفلم تتعلم إلى اليوم سنة الحياة؟..إنك لا تزال شاباً، ولم تنس بعد جيش خالد ولا موكب الوليد. لقد كان ذلك أمس، وسيكزن مثلهـ في الغد.. فاصبر ولنصبر يا بردى! إن الصبر مفتاح الفرج يا بردى.. علي الطنطاوي