أستطيع أن أجعل من الموت ليس مجرد نهاية، أستطيع أن أجعله أكثر من مجرد حتميه لابد أن نمر بها، أستطيع بمحياي -عبر أن يكون لحياتي معنى، أن يكون موتي توقفاً عن التنفس، ولكن ليس عن العطاء.. أن يستمر عملي وعطائي وأثري حتى بعد أن أذهب.. بطريقة ما، أن يستمر عملي، ربما عبر عمل الآخرين، ربما عبر تفاعله مع أعمالهم، ربما بأن يكون بذرة يرعونها هم.. المهم، يمكن - أحياناً على الأقل - أن يكون الممات ليس قاتماً كما نتصور، يمكن لنا أن نجعله حصاداً لموسم، واستعداداً لموسم آخر، لن نحضره، لكن بذورنا ستنوب عنا، وستكبر، تنضج، ربما لتصير ثماراً، أو حتى سماداً، لموسم لاحق.. إنه إحداثنا فرقاً عبر محيانا، أن نكون قد جعلنا من زيارتنا لهذا الكوكب مجدية، زيارة أحدثت فرقاً، زيارة جعلته مكاناً أفضل مقارنة به قبل أن نأتي إليه.. أن يكون هناك فرق، لا أن يكون وجودنا، وعدمه سواء.. لا أن تكون حياتنا وموتنا سواء. أحمد خيري العمري
اقتباسات أخرى للمؤلف