المثقف بامتياز واسع المعرفه بلا شك في مختلف فروع الثقافه من التاريخ الى الأدب إلى السياسة و الاقتصاد الى الموسيقى وسائر الفنون ولكن ليس لهذا السبب أصفة بانه المثقف بامتياز ولا لأنه قاريء نهم يقضي الساعات في بيته يقرأ. الأهم من هذا أن عقلة دائم النشاط بحثا عن الموقف الامثل في قضية فكرية أو أخرى. لا تجد في كلامة أي شبهة للتظاهر والتكلف، فهو لا يهمة أن تدرك سعة ثقافته أو أن تعرف أنه قرأ هذا الكتاب أو سمع عن هذه القطعه الموسيقية قبلك. المهم عنده هو القيمة الذاتية للكتاب أو للقطعة الموسيقية وأن يرى علاقة الفكره او العمل الفني بموضوع آخر يهمه أو يهمك. اكتشفت ايضا انه لا يقرأ ليكتب، كما يفعل كثير من المثقفين، بل يقرأ ليعرف، وهذا شيء أندر بكثير مما نظن، فالمعرفه في نظره هدف في حذ ذاته وليست وسيله لشيء آخر. وهو قادر، فضلا عن ذلك، على الربط بين مايرد إلى ذهنه من معلومات جديدة وبين ماكان يعرفه من قبل. فإذا تكلم عن هذه المعلومات الجديده وصلت إليك مختلطة بعصارة فكره، ومقترنه بموقف المؤيد أو الرافض بعد ان يطرح منها جانبا ملا يستحق ان يبالي به. جلال أمين