هل يستغرب فى مثل هذه الظروف أن يظن شاب عاطل أن إجبار قبطى على خلع صليبه يعتبر عملا محمودا يرفع من قدره أمام نفسه وأمام أقرانه ؟ أو أن يقوم آخر مثله بإجبار إمرأة قبطية على القفز من ارتقاع عشرة أمتار ؟ بل أن تقدم امرأة قبطية أو مسلمة بإلقاء نفسها من ارتفاع عشرة أمتار بمحض اختيارها لأن الحياة فى منطقة إمبابة لم تعد ممكنة للآدميين ؟ قلت لنفسى أنه حتى لو قررت وزارة التعليم أن يقرأ التلاميذ رواية بهاء طاهر - خالتى صفية والدير - على أمل أن يفطنوا إلى أن المقدس بشاى يمكن أن يكون رجلا طيبا، وأن ابن آدم كرمه الله ومن ثم لا يجوز أن يعامل كالحمار، بدلا مما تحتويه الكتب المقررة من سخافات لا هى بالفن ولا بالدين، حتى لو فعلت وزارة التعليم ذلك فإن حل المشكلة يحتاج أيضا إلى ردم المجارى وجمع القمامة وكنس التراب وإسكات الميكروفونات وإيجاد عمل للمتبطلين. جلال أمين