إن التفسير الذي أميل إليه أكثر من غيره لهذا الطموح القوي عند أبي ، ومنذ وقت مبكر ، إلى القيام بعمل عظيم في نفع أمته هو حبه الأخلاقي البالغ القوة. نعم كان أبي من أسرة شعبية متوسطة الحال, ولكنه كان بلا شك أرستقراطي الأخلاق والحس. كان دائم التساؤل عن الموقف الاخلاقي الصحيح, وكأن المسائل كلها وأمور الحياة كلها تتحول عنده في نهاية الأمر الي مشكلات أخلاقية. انه يستقيل من وظيفة رفيعة لدي أي اعتداء طفيف علي كرامته, ويقف ضد السلطة اذا رآها ظالمة, ويرفض منصباً خطيراً اذا اعتقد أنه ليس أهلا له, ولا يرقي موظفا لأنه يحبه ولكن لأنه أجدر من غيره بالترقية . جلال أمين