ليس من الصعب أن يخمن المرء العامل النفسى الذى يكمن وراء هذا الميل الغريب للتمسك بمقولة الإفقار المتزايد، فالنفوس الثورية (وكلنا يحمل من ذلك نصيباً يزيد أو ينقص) تميل دائماً إلى الاعتقاد بأن الثورة التى تحلم بها على الأبواب، وأن سقوط الظلم سقوطاً نهائياً هو قاب قوسين أو أدنى، ولكن تحسن الأحوال من شأنه أن يؤخر هذه الثورة ويؤجل سقوط الظلم، ومن ثم فكل ما يشير إلى ازدياد الأمر سوءاً قد يكون، بعكس ما يبدو لأول وهلة، مبشراً بشئ طيب وهو الثورة، والإفقار المتزايدهو من هذه الأشياء التى تبشر بذلك ! جلال أمين