ذهبت لمقابلته ودار بيننا حديث عن الاشتراكية والرأسمالية، اعتقدت انه لابدأن يكون قد ترك أثرا طيبا لديه ، بدليل أنه أصر على توصيلى بسيارته من مكتبه بجاردن سيتى إلى مسكنى بالمعادى . صحيح انه طوال هذه الرحلة لم ينبس ببنت شفة لسبب لم أفهمه حتى الآن ، إلا أنه لم يبد لى ان هناك أى سبب لأن يرفض أن يعهدإلى بمسئولية ما فى منظمته . ثم فاجأني زميلي بالكلية بإخبارى بأن المسئول الكبير قال له إنى لا أصلح للعمل معهم لأن لى تاريخا ، وإنهم يريدون أشخاصا بلا تاريخ ، وقد أكد لى أن هذا هو الذى يريدونه بالفعل . إن كثيرين ممن استعانوا بهم فى تلك الأيام والأيام التالية كانوا من النوع الذى لايؤمن بشىء على الإطلاق، ألقوا محاضرات على الشباب فى الاشتراكية فى ذلك الوقت، أى فى منتصف الستينات، ثم ألقوا محاضرات وكتبوا مقالات فى التنديد بالاشتراكية فى السبعينات، وأصبحوا وزراء فى الثمانينات أو التسعينات . جلال أمين