كنت على استعداد،ولا أزال، للاعتراف بفضل التجربة ( أو الحضارة ) الأمريكية في الارتفاع بمستوى معيشة الشخص العادي أو المتوسط، ليس في أمريكا وحدها بل في العالم ككل. فالنموذج الأمريكي موجه في الأساس لخدمة الرجل العادي والمرأة العادية، متوسطي الذكاء والخيال والخلق، وهذا في رأيي هو السبب الحقيقي وراء انتشار النمط الأمريكي في الحياة، في مختلف بقاع الأرض، انتشار النار في الهشيم،وهذا هو سر جاذبيته ولكن الوجه الآخر لهذا النجاح هو ما تتسم به الثقافة الأمريكية بوجه عام من تراجع مختلف أنواع الثقافة الرفيعة أمام ذلك التيار الكاسح الذي يخاطب أكثر نوازع الإنسان سطحية،والاستعداد للتضحية بالكيف لحساب الكم،وإهمال ما لا يمكن قياسه وحسابه بالأرقام لصالح التقدم المادي البحت الذي يمكن قياسه وحسابه . جلال أمين