والقول بأنّ التصرُف العقلاني يفرض على واضعي السياسة الاقتصادية الحد من استيراد السيّارات ومن انتاجها محلّياً ومن بناء الكباري العلوية والأنفاق السفلية والاستعاضة عن كل ذلك بإنتاج المزيد من وسائل المواصلات العامّة. قد يكون الأمرُ بهذه البساطة فعلاً لو كانت تلك السيارة الخاصّة مجرد وسيلة من وسائل الانتقال، ولكنّها في الحقيقة، فضلاً عن ذلك، رمز من رموز الصعود الاجتماعي، وهي بهذا الوصف تفرض نفسها فرضاً على أفراد الطبقة الصاعدة وواضعي السياسة الاقتصادية على السواء، خاصةً إذا كان واضعو السياسة الاقتصادية هم أنفسهم من المنتمين إلى هذه الطبقات الجديدة. جلال أمين