سألته أيضاً ضاحكاً عما إذا كان لمنصب الوزارة أية ميزة كانت تكفي لأن يتمسك به. قال إن لمنصب الوزير ميزتين وحيدتين. الأولى : تتعلق بـ(النطاط). إذ يخصص لكل وزير، عدا السيارة أو السيارتين الحكوميتين، والسائق الخصوصي، شخص آخر يعرف بـ(النطاط)، وهو شخص يجلس إلى جوار السائق وتنحصر مهمته في القفز من السيارة قبل وقوفها لكي يفتح للوزير الباب. ثال إن هذا التطاط مع ذلك سبب له مشكلة. فقد إستهجن إسماعيل غانم بشدة أن تكون هذه هي كل مهمة الرجل فقرر أن يستفيد منه على نحو آخر. كانت زوجة الوزير دائمة الشكوى من أنها لا تستطيع الحصول على زبد، فخطر له أن يكلف النطاط بشرائه، فيوفر على زوجته عناء الوقوف في طابور الجمعية. طلب الوزير إذن من النطاط أن يذهب ليبحث له عن زبد ثم صعد إلى مكتبه. فإذا بالتليفون يدق بعد ساعة في مكتبه وإذا بالمتحدث مدير مكتب وزير التموين مستفسراً من وزير التعليم العالي كم كيلو من الزبد بالضبط يريد؟. قال إن هناك ميزة أخرى لمنصب الوزير لا يمكن التهوين من أمرها. ذلك إنه بجلوس الوزير في قاعة اجتماعات مجلس الوزراء، وقبل أن يدخل رئيس الوزراء، كثيراً ما يأتي موظف إلى الوزير فينحني هامساً في أذنه ليخبره بآخر ما وصل إلى الجمعية التعاونية من سلع، للوزير الأولوية في الحصول عليها، وكان آخر ما يذكره هو شحنة من البطاطين الصينية كانت قد أرسلت كجزء من معونة صينية لبعض المحتاجين في مصر، فإذا بالموظف يسأله عما إذا كان الوزير يرغب في إرسال بعضها إلى بيته. جلال أمين
اقتباسات أخرى للمؤلف