من عاشر الزبداني فأحت علية روايجة
أصل هذا المثل لأهل الشام فنقله عنهم المصريون لأن الزبداني جهة بالشام يجلب
منها التفاح الجيد الطيب الرائحة، فالذي بماضر بائعه يتم طيب راحته. والمثل قديم عند
العامة أورده الأيشهي في المستطرف بلفظه وذكره أيضاً الملحي في خلاصة الأثر
في ترجمة إبراهيم بن محمد المعروف بابن الأحدب الزبداني على أنه من أمثال المولدين
وقال إنهم يعنون تفاح تلك الناحية أو أهلها والإضافة لأدنى ملابسة).
وأنشد البدري في نزهة الأنام في محاسن الشام البرهان الدين الفيراطي:
دمشق واني بطيب نسيمها التداني
وصح قول البرايا من عاشر الزبداني
وأنشد ابن إياس في حوادث سنة ۸۰۲ من تاريخه لبعضهم في نوع من الزجل:
من عاشر الزبداني فاحت عليه روابحر
ويحترق بشر ارو من عاشر الحداد)
يضرب في أن معاشرة الطيين تكسب الحامد، وهو من قوله عليه السلام والسلام:
د مثل الجليس الصالح كالعطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه.
من عاشر السعيد يسعد ومن عاشر المتلوم يتلم
المتلوم أى المثلوم، والمراد من ساءت سيرته وقبحت سمعته، والمعنى من عاشر سعيداً
حل عليه سعده وأعداء فيصير مثله، فهو في معنى قول البوصيري.
وإذا سخر الإله أناساً لسعيد فإنهم سعداء
ولكن الظاهر من بقية المثل أنهم يريدون من عاشر سعيداً في أخلاقه مستقل
ذا شهرة حسنة بين الناس اقتبس منه وصار مثله، ومن عاشر مثلوم السيرة صار
كذلك مثله وساءت القالة فيه، أى (فكل قرين بالمقارن يقتدى). وبعضهم
يرويه: (من جاور السعيد يسعد) ويقتصر عليه. وانظر أيضاً: (من جاور الحداد
يتحرق بناره). وانظر في الألف: (إن كان بدك تعرف ابنك) الخ و (اربط
الحار جنب رفيقه) الخ.
من عاش غير بنكة دق الهم سدرة
البنك (بضم الأول وسكون الثاني): يريدون به الند، أي من عاشر غير نده
ومن لم يكن من بيئته كثرت الهموم في صدره. ويروى: (من عاشر غير
طنجه) الخ وهو في معنى البنك، ورواه الأبشيهي في المستطرف: (من عاشر
غير جنسه دق الم سدره)). يضرب في الحث على عدم معاشرة من لا يلائم.
وانظر الى الياء آخر الحروف: (يا واخد بدك) الخ. وانظر في الكنايات:
رموش من توبه) و (موش من وقه).