زي القرود يخاف من خيالة يضرب الشديد الفزع. ويروون أن القرد إذا رأى خياله في المرآة فزع فزعا شديداً ولهذا شبهوا به الضعيف القلب الكثير الفزع الذي يفرق من كل ما لاح له حتى من ظله، ومن طريف ما يروى أن ماجنا من الظرفاء زار أحد الوجهاء في إحدى ليالي شهر رمضان، وكان هذا الوجيه بديناً متصفا بالغفلة ساكياً على النيل في الجهة المسماة بمصر العتيقة، فلا أراد الانصراف خرج معه إلى ساحة الدار ومل خادم المصباح أمامهما فوقع نوره من بعيد على نور كان مربوطا هناك فظهر ظله على الحائط كبيراً ولم يفطن الوجيه لسيبه فهاله ما را وارتد خائفاً فزعاً فتبسم الماجن وقال له: أترى سيدنا ممن يخاف من خياله.
اقتباسات أخرى للمؤلف