أما وجه اميليا كان وجه من وجوه الجحيم ، كان يذكرني بالشر ، في العينين الزرقاوتين لمعة حادة تؤكد ما في الشفتين الكبيرتين من غدر صريح ، أنه وجه أقرب ما يكون إلى استدارة وجه الطفل مما يؤكد أنه غير وجهها الحقيقي . لأن في العينين والشفتين رغم ابتسامتها المستمرة ، صلابة وعنفاً فهي كأنها تقول : أن تأتمنني ! فـ على مسؤوليتك إذا كان لابد من مغامرة مع امراة فليكن وجهها وجه اميليا أنه وجه دنيوي ، أرضي ، فيه المكر الثعلبي الذي لا بد منه لـ امرأة مغامرة . جبرا إبراهيم جبرا