أرقص للقرد في دولة
ويروى: (في زمانه) أي جار الزمان فيه ما دام مقبلا عليه وارقص له لأن
الرقص يسر القرود، والمراد افعل ما يوافق صاحب الدولة ما دمت مضطراً إليه.
والمثل قديم، يروي: أن شخصاً دخل على وزير يهنئه بالوزارة فصفق ورقص
لإظهار سروره، فأمر الوزير بطرده وقال: إنما أراد الإشارة إلى هذا المثل.
وقد نظمه على بن كثير من شعراء ريحانة الخفاجي فقال:
محبت الأيام فألفيتهم وكل يميل إلى شهوته
وكل يريد رضا نفسه ويجلب ناراً إلى برمته
فلله در فتى عارف يداري الزمان على فطنته
يجازي الصديق بإحسانه ويبقى العدو إلى قدرته
ويلبس الدهر أثوابه ورقص للقرد في دولته
قال الخفاجي: وفي معنى قوله: ويرتع للقرد الخ تول الأهوازي:
قل لمن لام لا تلي كل امرى عالم بشانه
الا دنب فيما فعلت إني رقصت للقرد في زمانه
من كرم النفس أن تراها تحتمل الذل في أوانه
ولأبي تمام:
لا بد يا نفس من سجود في زمن القرد للقرود) انتهى
قلنا: وأنشد صاحب قطف الأزهار في المعنى لبعضهم:
إذا رأيت أمراً وضيعاً قد رفع الدهر من مكانه
فكن سميعاً له مطيعاً معظما من عظيم شانه
فقد سمعنا بأن كسرى قد قال يوماً لترجمانه:
إذا زمان الأسود ولى فارقص مع القرد في زمانه)
ومما يدل على قدم المثل ما أنشده صاحب لسان العرب في مادة (قرا) عن ثعلب
القيروان بمعنى الجيش:
فإن تلقاك بقيروانه
أو خفت بعض الجور من سلطانه
فاسجد لقرد السوء في زمانه
وفي كتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة:
اسجد لقرد السوء في زمانه وداره ما دمت في سلطانه (۳)