لم يُخبرنا أحد أن هناك درباً آخر ، و أن هناك أفقاً آخر ، و أن هناك عالماً آخر بل كوناً آخر ؛ خلف هذا الصندوق المغلق الذي أسرونا فيه ، و حكموا علينا بالسجن الأبدي فيه ، مساجين أولاد مساجين ، حبلت بِنَا أمهاتنا في السجن ، و عانين المخاض فيه ، و ولدنا و نشأنا فيه .. و صار السجن وحده عالمنا ، لا يمكن لنا فهم أن هناك مساحةً أخرى خلف قضبان الزنزانة .. داخل هذا النمط الضيق من الحياة أُسِرنا ، و لأننا لا نرى شيئاً آخر فقد تصورناه النمط الوحيد .. ربما أدخلنا بعض التعديلات و التحويرات هنا و هناك ، لكن النمط ظل هو هو ، واحد و وحيد. أحمد خيري العمري