إنه لا يعرف طرفاً من عظمة هذا الرسول الضخم إلا رجل درس فلاسفة الأخلاق والإجتماع , وساسة الشعوب والجيوش , ومؤسسى الحضارات . فإذا فرغ من هذا الدرس المستوعب لعظماء الأرض , زانتهى من استعراضه للمبرزين من قادة البشر وقف بما لديه من خبرة أمام أمجاد الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم ليرى أن عباقرة الأرض تلاشوا فى سناه , وأن أثارهم تضائلت أمام هداه , وأن امتيارزهم على أقرانهم تحوَل صفراً أمام شمس النـــبوة الطالعة وهالتها الرائعة .
محمد الغزالي