بقى أن القرآن حمال أوجه ـ كما يقال ـ وهذا جزء من إعجازه، وليس عيبا فيه.. وكون الآيات مرنة، فذلك لكى تطاوع العصور كلها. لكن مع حسن النية وسلامة شرف القصد، فإن المرونة تكون أساسا لسعة العصور كلها، لا أساسا للعب والعبث. ومع ذلك، فإن كان هناك أساس للعبث من أنه حمال أوجه، تأتى هنا السنة، ما تواتر منها وما صح.. وهذا ما نستطيع أن نضمه للقرآن فى تكميل المنهج.. ويبقى بعد هذا منطلق واسع للفكر الإنسانى كى يبدع، لأن المنقول من القرآن، أو التعاليم التى تصوغ قوالب محددة فى القرآن الكريم، غير موجودة بالنسبة للسلوك السياسى والاجتماعى، والدولى، وذلك لأنه عندنا مبادئ عامة وقيم تضبط السير، وهذا يعطى القدرة على الإبداع، وأن يتحرك الإنسان ويعمل ويتحرى ضمن حدود، وضوابط، وقيم معينة، ودون خوف من منزلقات.
محمد الغزالي