إن حياة الدعة والطراوة تقتل المواهب، وتطمر الملكات... والإنسان يتحرك، ويتكشف معدنه، ويغزر إنتاجه كلما أحس خطر المعارضين، أو صدمات الشدائد، كأن أسرار الحياة الكامنة فيه يستثيرها التهديد فتتحفز للدفاع عن نفسها، فتندفع إلى الأمام ناشطة آملة. ! و معادن العظماء إنما تبرق وسط الأنواء التى تكتنفها، فكأن هذه الأنواء رياح تنفخ فى ضرامها، فيتوهج، ولو ترك وحده لكان وشيك الانطفاء.
محمد الغزالي