عندما يجيء فنان حجر فيطبع عليه صورة إنسان، يكون رجلا عظيما.. وتبلغ عظمته القمة عندما يقترب في نحته من قسمات الإنسان الأصيل وتعابير وجهه.. أما خالق الإنسان نفسه ومبدع الحياة في خلاياه ومجرى الدم في العروق، وبارئ الحس في الأعصاب، ومودع الذكاء في المخ، ومطلق هذا البشر العجيب ليملأ الدنيا حراكا وإنتاجا. هذا الخالق الماجد لا تذكره الحضارات الضالة بكلمة تقدير وإعزاز. إن الوثنيات اليونانية والرومانية انتقلت الى الحضارة الأوروبية، وليست النصرانية إلا قشرة مزورة ملصقة على وجه كفور يرفضها وينأى عنها. أما الحضارة الإسلامية فشأو آخر، إنها ترمق عظمة اله قبل كل شيء .
محمد الغزالي