الواقع أن أجهزة الدعوة الرسمية والشعبية أصابها عطب رهيب، فلما نكلت عن أداء حق الله في البلاغ وتبين الرشد من الغي، أتى من يزعم أن السيف تغنى عن الإعلام، وأن القوة طريق الإقناع، وهذا من أكذب الكذب على الله ورسوله، ولم يقع قط أن صاحب الرسالة أكره أحدا على دينه.. الذي وقع أن السلاطين الجهلة لا تدري ما رسالة الأمة؟ ولا تحسن البيان والهداية، و ربما مالت إلى التوسع والسطو والغزو! ووجدت من علماء الدين من يعينها على ذلك.. وفي عصرنا، هذا متحدثون إسلاميون كأنما أصابهم سعار، فهم يرددون بالحاح منكر أن الحاكم لا يلتزم بالشورى. ومعلوم أن الأمة الإسلامية تتدحرج إلى الهاوية من عدة قرون لما أصابها من الاستبداد السياسي! ومع ذلك فإن قوله تعالى (وأمرهم شورى بينهم)، يجيء إليه شارح ضرير فيقول: ذلك مع الاحتفاظ للسلطان بحق مخالفة الشورى، والمضي وفق هواه هو!! هذا الكلام ليس نصحا لله ورسوله وكتابه وعامة المسلمين وخاصتهم! إنه قرة عين للجإبرة الذين ساقوا الجماهير بالسياط.!! وهو السبب في أن المسلمين منكسرة نفوسهم في أوطانهم، وأن الأحرارمنهم يستوردون شارات الكرامة والحقوق الخاصة والعامة من الخارج، لأن الأفاكين لوثوا ينابيع الوحي..! الإسلام خارج أرضه .
محمد الغزالي