قد يكون الحق معك.. ولكنك لا تحسن الوصول به.. ولا تجيد الدوران معه حول منعطفات الطريق ٬ لتتفادى المآزق وتخطى العقبات وتبلغ به ما تريد وقد يكون الباطل مع غيرك ٬ ولكنه يلبسه ثوب الحق.. ثم يجيد الانطلاق معه حتى يصل به ..إلى حيث ينبغى أن يصل الحق وترى أنت ذلك فتتألم له تألما قد يكون ساكنا فيعزلك عن المجتمع.. وقد يكون صاخبا فتتضاعف معه أخطاؤك فيتنكر لك الناس.. كل ذلك والحق معك والباطل مع غيرك وقد يسوءك تنكر الناس لك فتتبرم بالحياة والناس. وتصير إنسانا ساخطا متشائما ناقما على .الجميع ثم على نفسك وعملك.. ويخسرك المجتمع ﻭﻻ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺪ ﺍﻻﻟﺘﻮﺍء ﻭﺍﻻﻧﺜﻨﺎء ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﺑﺤﻘﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺘﻐﺎﻙ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ .ﺗﺼﺒﺮ ﻭﺗﺜﺎﺑﺮ ﻭﺗﺘﺸﺒﺚ ﺑﺎﻟﺤﻖ.. ﻭﺗﻨﺎﺿﻞ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ.. ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﺣﺘﻤﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﻄﻮﺭ ﺗﻄﻮﺭﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻻ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮﻩ.. ﻭﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ـ ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺾ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻪ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ـ ﻳﺴﻠﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ.. ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ.. ﻓﻄﺮﻳﻘﻪ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻗﺼﻴﺮﺓ. ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ..ﻓﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩﺓ. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺼﻞ ﺣﺘﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﻓﻪ ﻃﺎﻝ ﺑﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻭ ﻗﺼﺮ .ﻭﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺩﺍﺋﻤﺎ.. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺸﺒﺚ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎح..... من كتاب كيف نفهم الإسلام .
محمد الغزالي