ﺇﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﺷﻴﻢ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ٬ ﻓﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻷﻋﺼﺎﺭ ﻭﺍﻷﻗﻄﺎﺭ٬ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ٬ ﻭﺃﺗﺴﺎﻋﻬﺎ٬ ﻳﻐﺮﻳﺎﻥ ﺑﺎﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺿﻌﺖ ﺩﺳﺎﺗﻴﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ٬ ﻭﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ. ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻳﻦ٬ ﻭﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ٬ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺒﻘﺎء ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ. ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺩﺭﻯ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ؟ ﺇﻥ ﻛﺒﻮﺍﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺟﺎءﺕ ﻣﻦ ﺍﻧﺤﻼﻝ ﻋﺮﻯ ﺍﻟﺤﻜﻢ٬ `ﺇﻥ ﺗﻮﻗﻒ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﻢ!! ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺟﺎء ﻣﻦ ﺃﺛﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺼﻤﻮﺍ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻬﻢ. ﻓﻬﻼ ﺩﺭﺳﻨﺎ ﺃﺧﻄﺎء ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ٬ ﻭﺩﺭﺳﻨﺎ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻏﻴﺮﻧﺎ٬ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻃﺪﺓ ﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﺪﺍ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﻟﻠﻤﻄﺎﻣﻊ ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ. ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻟﻪ٬ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻟﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭ ﻋﻄﻠﺘﻪ ﺍﻷﻫﻮﺍء٬ ﺃﻭ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺃﺛﺮﺍ ﺑﻌﺪ ﻋﻴﻦ٬ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﺳﻴﺮ ﺃﻣﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻋﺮﺟﺎء ﺃﻭ ﻋﻤﻴﺎء .
محمد الغزالي