ﺇﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺒﺼﺮ٬ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﻋﻤﻰ٬ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻷﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ٬ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳُﺼﺒﻬﺎ ﺻﻤﻢ٬ ﻭﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻖ٬ ﻭﺗﺘﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎء ﻣﻦ ﺻﺒﺐ٬ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻳﻠﻮﻯ ﻋﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭﻳﺜﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻟﻠﻔﻄﺮﺓ٬ ﻗﺪ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ٬ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ٬ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻌﺎ٬ ﻭﻫﻰ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺠﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻞ٬ ﻭﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﺣﻬﺎ ﻭﻛﺴﺮ ﺣﺪﺗﻬﺎ٬ ﻭﺇﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﻣﻦ ﻏﻮﺍﺋﻠﻬﺎ٬ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﻭﺗﺆﺩﻯ ﻭﻇﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﺔ .
محمد الغزالي