ﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﺭﺟﺎﻝ٬ ﺍﻛﺘﻔﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ٬ ﻭﺍﺳﺘﺜﻘﻠﻮﺍ ﺃﻋﺒﺎء ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﺤﻖ٬ ﻭﺟﺒﻨﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻴﻦ٬ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺘﺮﻛﻬﻢ ﻓﻰ ﺣﻴﺮﺗﻬﻢ٬ ﻭﻧﺮﺿﻰ ﺑﻤﺎ ﺃﺗﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺷﺎﺩ...!! ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ٬ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻝ ﻟﻶﻣﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﺎﻫﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ: ﻟﻢ ﺗﻌﻈﻮﻥ ﻗﻮﻣﺎ ﺍﷲ ﻣﻬﻠﻜﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻌﺬﺑﻬﻢ ﻋﺬﺍﺑﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ . ﻭﺳﻮﺍء ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﻋﻦ ﺑﻼﺩﺓ ﺃﻭ ﻳﺄﺱ ﻓﺈﻥ ﻣﺼﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻻ ﻳﺸﺮﻑ ﻭﻻ ﻳﻄﻤﺌﻦ٬ ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻮﺟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﺮﺃ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﻠﻮﻻ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﺃﻭﻟﻮ ﺑﻘﻴﺔ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻤﻦ ﺃﻧﺠﻴﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﺎ ﺃﺗﺮﻓﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ. ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻠﻤﺎ ﻧﺴﻮﺍ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﺑﻪ ﺃﻧﺠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻮء ﻭﺃﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺑﺌﻴﺲ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﺴﻘﻮﻥ . ﺍﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺴﺮﺍﺋﺮ ﺍﻟﺴﺎﻛﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ:ﻫﻞ ﻫﻰ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺧﻮﺭ ﻭﻗﻬﺮ؟ ﻣﻊ ﺭﻓﺾ ﺑﺎﻃﻨﻰ ﻟﻠﻌﻮﺝ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ؟ ﺃﻡ ﻫﻰ ﻗﻠﺔ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﻭﺳﻮء ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻠﻌﻮﺍﻗﺐ؟ ﻟﻴﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ٬ ﻓﺈﻥ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﺰﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﺣﺘﻤﺎ ﺑﻀﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﻭﻻ ﻭَﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﺭَﺑﱡﻚَ ﻟِﻴُﻬْﻠِﻚَ ﺍﻟﻘُﺮَﻯ ﺑِﻈُﻠْﻢٍ ﻭَﺃَﻫْﻠُﻬَﺎ ﻣُﺼْﻠِﺤُﻮﻥَ. ﻭﻟﻨﺘﺪﺑﺮ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻵﻳﺔ!! ﺇﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﻮﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺻﺎﻟﺤﻮﻥ٬ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻼﺡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻭﻯ ﺑﻌﻴﺪﺍ٬ ﻻ ﻳﺄﺳﻰ ﻟﻀﻌﻒ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ٬ ﻭﻻ ﻳﺒﺎﻟﻰ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮ٬ ﺻﻼﺡ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻪ! ﻛﻦ ﺻﺎﻟﺤﺎ ﻣﺼﻠﺤﺎ ﻭﺭﺍﺷﺪﺍ ﻣﺮﺷﺪﺍ...ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ٬ ﻭﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻓﻼ.
محمد الغزالي