هناك متكاسلون فى طلب الدنيا.. والكسل صفة رديئة، وعبادة الدنيا صفة رديئة، والإسلام يحتاج إلى دنيا تخدمه، وتدفع عنه، وتمد رواقه، فكيف السبيل إلى جعل القلب متعلقا بربه، يملك الدنيا كى يسخرها لخدمته، ويجمع المال والبنين ليكونا قوة للحق، وسياجا يحتمى بهما؟ كيف يتحول ذكر الله بالغدو والآصال إلى مسلك إيجابى فعال، يجعل أصحابه رهبانا بالليل فرسانا بالنهار. وليست الفروسية هنا فى ميدان الوغى وحده، بل هى كدح فى أرجاء البر والبحر والجو، ليكون التوحيد صبغة الدنيا كما هو هتاف الكائنات كلها فى الأرض والسماء .
محمد الغزالي