إن الإنسانية التى نعطيها فضل حرمة ورعاية هى التى تدرس: العقل والقلب والبدن ٬ وتبحث بأدب تواضع عن الحق والخير ٬ والتى تتناول قضايا الإيمان ٬ وآثاره النفسية والاجتماعية ببصيرة مفتوحة ٬ وحرية واسعة. والدين فى نظرنا هو المصدر الأوحد للحقيقة الكاملة فى هذا المجال. وإذا كانت تعاليمه غير مسهبة فى وصف الإنسان جسدا وروحا فهى قاطعة فى تقرير ما يجب عليه ٬ وما يحمل به ٬ أى أنها قدمت الثمرة دون عناء ٬ أو النتيجة المستخلصة دون إبراز لمقدماتها. أما الدراسات الإنسانية فهى وصافة للإنسان ٬ مصورة لمادته ومعناه فى الأعم الأغلب ٬ وقلما تضع قدميه على الصراط المستقيم بعد ذلك الجهد .
محمد الغزالي