والحكم الإسلامي في قرون خلت لم يرتفع إلى مستوى الإسلام نفسه، فلا عجب إذا فشل في تبليغ رسالته وفي الدفاع عنه عندما تَعرض له الأزمات.. وقد رأينا الخلافة العباسية في الزحف الصليبي الأول، لقد عجزت عن حشد طاقات الأمة بل عن جمع صفوفها، فإذا الحملات القادمة من الغرب تعوم في دمائنا، لا يردها راد! وبقيت الخلافة الواهنة تترنّح حتى ماتت تحت أقدام التتار المتعاونين مع الصليبية في السر والمسلمون لا يدرون! وتكررت المأساة نفسها مع الخلافة العثمانية، حَذوك النعل بالنعل! ونجح الاستعمار الصليبي الثاني في نبذ الخلافة العظمى (!) والخليفة المسكين، نبذ النواة. ودفعت جماهير المسلمين من دمها ومن كرامتها ثمن فساد السياسة والثقافة في عالمنا الإسلامي المريض .
محمد الغزالي