الشيخ محمد الغزالي
ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ٬ ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺟﺮﺛﻮﻣﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪ٬ ﻭﻳﺮﺗﻘﻰ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺭﻓﻴﻊ٬ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ٬ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﺔ. ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﺧﺴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ٬ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﺐ ﺍﻟﻐﻞ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻼ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ٬ ﺑﻞ ﻳﻈﻞ ﻳﻤﻮﺝ ﻓﻰ ﺟﻮﺍﻧﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻮﺝ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ. ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺒﺲ ﺍﻟﻐﻞ ﻓﻲ ﺃﻓﺌﺪﺗﻬﻢ ﻳﺘﻠﻤﺴﻮﻥ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻟﻪ ﻓﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﻣﻦ ﻳﻘﻊ ﻣﻌﻬﻢ ؛ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺮﻳﺤﻮﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﻏﻮﺍ ﻭﺍﺯﺑﺪﻭﺍ٬ ﻭﺁﺫﻭﺍ ﻭﺃﻓﺴﺪﻭﺍ . ﺭﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﻗﺎﻝ: ﺃﻻ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮﺍﺭﻛﻢ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ٬ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ. ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺷﺮﺍﺭﻛﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﺰﻝ ﻭﺣﺪﺓ٬ ﻭﻳﺠﻠﺪ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺭﻓﺪﻩ. ﺃﻓﻼ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ٬ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ٬ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻳﺒﻐﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ! ﻭﻳﺒﻐﻀﻮﻧﻪ. ﻗﺎﻝ ﺃﻓﻼ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ:ﺑﻠﻰ٬ ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ٬ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳُﻘﻴﻠﻮﻥ ﻋﺜﺮﺓ٬ ﻭﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻣﻌﺬﺭﺓ٬ ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮﻭﻥ ﺫﻧﺒﺎ٬ ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﻼ ﺃﻧﺒﺌﻜﻢ ﺑﺸﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺑﻠﻰ٬ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ٬ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻻ ﻳُﺮﺟﻰ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﺷﺮﻩ . ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺣﺼﺎﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ٬ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻷﻃﻮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻀﺎﻋﻒ ﻋﻠﺘﻪ ﻭﺗﻔﺘﻀﺢ ﺳﻮﺃﺗﻪ٬ ﻭﻻ ﻏﺮﻭ٬ ﻓﻤﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﺃﺣﺲ ﺍﻟﻨﺎﺱ٬ ﺣﺘﻰ ﻓﻰ ﺟﺎﻫﻠﻴﺘﻬﻢ٬ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ !ﻭﺃﻥ ﺫﻭﻯ ﺍﻟﻤﺮﻭءﺍﺕ ﻳﺘﻨﺰﻫﻮﻥ ﻋﻨﻪ ! ﻗﺎﻝ ﻋﻨﺘﺮﺓ: ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻮ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺗﺐ ﻭﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼ ﻣﻦ ﻃﺒﻌﻪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺫﺍﺋﻞ ﺭﻫﱠﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻨﻬﺎ٬ ﻭﻟﻴﺲ ﻳﻔﻮﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ . ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ٬ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻫﻰ ﺍﻟﺤﻘﺪ . ﻓﺎﻻﻓﺘﺮﺍء ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎء ﺟﺮﻳﻤﺔ٬ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ٬ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﻓﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ٬ ﻭﺟﺮﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺭﻳﻦ٬ ﻋﺪﱠﻫﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺃﻗﺒﺢ ﺍﻟﺰﻭﺭ. محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف