ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺮء ﺇﻟﻴﻪ٬ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺮﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ٬ ﻭﺍﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻣﻊ ﻭﺳﺎﻭﺳﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻰ٬ ﻟﻦ ﻳﺸﺒﻊ ﺍﻟﻨﻔﺲ٬ ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﺤﻖ. ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻟﻔﺖ ﻣﻮﻃﻨﺎ ﻟﺸﻬﻮﺗﻬﺎ ﺃﺣﺒﺖ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻃﻦ ﺁﺧﺮ. ﻭﻫﻰ ﻓﻰ ﺭﺗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ٬ ﻻ ﺗﺒﺎﻟﻰ ﺑﺎﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻵﺛﺎﻡ ﻭﺍﻗﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻈﺎﻟﻢ. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﻮﺍء ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ. ﻭﻻ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻴﻀﻠﻚ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻤﺎ ﻧﺴﻮﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ـ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ ـ : ﻭﻟﻮ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻫﻮﺍءﻫﻢ ﻟﻔﺴﺪﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﻦ ﻓﻴﻬﻦ ﺑﻞ ﺃﺗﻴﻨﺎﻫﻢ ﺑﺬﻛﺮﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻫﻢ ﻣﻌﺮﺿﻮﻥ.
محمد الغزالي