الشيخ محمد الغزالي
ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺠﺒﺮ ﺗﻄﻮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻮﺣﻰ ﻛﻠﻪ٬ ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﺑﺪء ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ٬ ﺑﻞ ﻫﻰ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﷲ ﻭﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻗﺎﻃﺒﺔ.. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺎﺕ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻼء٬ ﻓﻘﺪ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﻀﺮﺏ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ.. ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺧﺒﺮ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﻓﻰ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﺭﺱ: ﺇﻧﻨﻰ ﺃﻋﺘﻘﺪ٬ ﺃﻥ ﻓﻼﻧﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﻨﺠﺢ٬ ﻭﻓﻼﻧﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺮﺳﺐ... ﺛﻢ ﻳﻌﻘﺪ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ٬ ﻭﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﻄﻼﺏ٬ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻳﺘﺤﻘﻖ! ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﻣﺒﺎﻫﻴﺎ: ﺇﻥ ﻛﻼﻣﻰ ﻻ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ٬ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ! ﻫﻞ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺭﺃﻯ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ٬ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻧﺠﺢ ﻫﺬﺍ٬ ﻭﺃﺳﻘﻂ ﺫﺍﻙ؟ ﻛﻼ٬ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻧﺠﺢ ﺑﺠﻬﺪﻩ٬ ﻭﺫﺍﻙ ﺳﻘﻂ ﺑﻠﻌﺒﻪ.. ﻭﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺇﻻ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﺼﺪﻕ ﺣﻜﻤﻪ. ﺇﻥ ﷲ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻷﻋﻠﻰ٬ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﺊ ﻣﺴﺘﻴﻘﻦ٬ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻒ ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻰ ﻧﺠﺎﺓ ﻭﻻ ﻫﻼﻙ٬ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺨﻠﻒ٬ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﺍﷲ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻮﻯ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ٬ ﻭﺍﻟﻈﻦ ﺑﺄﻥ ﻧﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻧﺠﺎ٬ ﻭﻫﻼﻙ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ٬ ﻫﻮ ﺃﺛﺮ ﺇﻛﺮﺍﻩ ﺍﷲ ﻟﻬﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ٬ ﻫﻮ ﻇﻦ ﺍﻟﺴﻮء٬ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺍﻩ ﺇﻻ ﻛﻔﺮﺍ. محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف