إن الله جل شأنه جعل الصراط المستقيم هو المعبر الفذ لمن يبتغيه. وكل تقصير، أو قصور فى فهم هذا المنهج، واستبانة مراحله ـ لا يدل على خير. وكل عوض يشتغل المرء به عن المعالم التى وضعها الله لا يزيد صاحبه إلا خبالا. وأى عاطفة لا يصحبها تفصيل صحيح لأصول الإسلام وفروعه، وعمل تام بها فليس لها عند الله وزن. وصدق العاطفة ليس عذزا للخلط العلمى، ولا للقول فى دين الله بالهوى والرأى، فإن للإسلام ينابيع معروفة محصورة تؤخذ أحكامه منها وحدها، ولا يؤذن لبشر بالتزيد عليها أو الانتقاص منها.
محمد الغزالي