ﺇﻥ ﻛﺸﻮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ٬ ﺍﺭﺗﻘﺖ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ٬ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﺃﺫﻛﻰ٬ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺠﺪ ﻟﺤﺠﺮ٬ ﺃﻭ ﺧﺸﺐ٬ ﻓﻬﻞ ﻋﺮﻑ ﺭﺑﻪ٬ ﻭﺳﺠﺪ ﻟﻪ٬ ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﻪ. ﻭﺍﺳﺘﻌﺪ ﻟﻠﻘﺎﺋﻪ؟ ﻛﻼ. ﻭﻓﻰ ﺃﻃﻮﺍء ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﻞ٬ ﻋﺎﺩﺕ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ٬ ﻭﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻟﻠﻀﻌﺎﻑ٬ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍء. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺘﻤﺮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ٬ ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﻠﺪﺓ ﻓﻰ ﺷﺘﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ ﺗﺮﻧﻮ ﻫﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻹﺣﺪﻯ ﺍﻟﺠﺒﻬﺘﻴﻦ! ﻭﻻ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﺇﻻ ﺑﻴﻘﻈﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ٬ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺣﻴﺎﺓ٬ ﻭﺭﻭﺡ ﺃﻣﺔ ﻭﻧﻤﻮﺫﺝ ﺍﺭﺗﻘﺎء ﺃﺩﺑﻰ ﻭﻣﺎﺩﻯ٬ ﻻ ﺷﻌﺎﺭﺍ ﺃﺟﻮﻑ٬ ﻭﻻ ﺩﻋﻮﻯ ﺗﺴﺊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
. محمد الغزالي