ﻭﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﺬﺏ ﻓﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺳﻠﻌﺘﻪ ﻭﻋﺮﺽ ﺛﻤﻨﻬﺎ٬ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺍﺕ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻤﻊ اﻟﺒﺎﻟﻎ: ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻐﻠﻮ٬ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻯ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺒﺨﺲ٬ ﻭﺍﻷﺛﺮﺓ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﻮﺩ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﻓﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻝ. ﻭﻗﺪ ﻛﺮﻩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺸﻌﺔ٬ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻟﻐﻮ ﻭﻣﺮﺍء. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ: ﺍﻟﺒﻴﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ٬ ﻓﺈﻥ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺒﻴﻌﺎﻥ ﻭﺑﻴﻨﺎ ﺑﻮﺭﻙ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻰ ﺑﻴﻌﻬﻤﺎ٬ ﻭﺇﻥ ﻛﺬﺑﺎ ﻭﻛﺘﻤﺎ ﻓﻌﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺑﺤﺎ ﺭﺑﺤﺎ ﻣﺎ٬ ﻭﻳﻤﺤﻖ ﺑﺮﻛﺔ ﺑﻴﻌﻬﺎ ﻭﻓﻰ ﺭﻭﺍﻳﺔ: ﻣُﺤﻘﺖ ﺑﺮﻛﺔ ﺑﻴﻌﻬﻤﺎ.. ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮﺓ ﻣﻨﻔﻘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻌﺔ ﻣﻤﺤﻘﺔ ﻟﻠﻜﺬﺏ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻳﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻳُﻘﺒﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔ ﻭﻫﻢ ﻗﻠﻴﻠﻮ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ٬ ﺳﺮﻳﻌﻮ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻟﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ٬ ﻓﻤﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺃﻻ ﺗُﺴﺘﻐﻞ ﺳﺬﺍﺟﺘﻬﻢ ﻓﻰ ﻛﺴﺐ ﻣُﻀﺎﻋﻒ ﺃﻭ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﻋﻴْﺐ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ﻛﺒُﺮَﺕ ﺧﻴﺎﻧﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﱢﺙ ﺃﺧﺎﻙ ﺣﺪﻳﺜﺎ٬ ﻫﻮ ﻟﻚ ﻣُﺼﺪﱢﻕ٬ ﻭﺃﻧﺖ ﻟﻪ ﻛﺎﺫﺏ . ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﻳﺤﻞ ﻻﻣﺮﺉ ﻣﺴﻠﻢ٬ ﻳﺒﻴﻊ ﺳﻠﻌﺔ٬ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺑﻬﺎ ﺩﺍء ﺇﻻ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ . ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺃﻭﻓﻰ: ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﻗﺎﻡ ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﺤﻠﻒ ﺑﷲ : ﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳُﻌﻂ ـ ﻟﻴﻮﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ـ ﻓﻨﺰﻟﺖ : ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺑﻌﻬﺪ ﷲ ﻭﺃﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺛﻤﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻻ ﺧﻼﻕ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻻ ﻳﻜﻠﻤﻬﻢ ﷲ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﻳﺰﻛﻴﻬﻢ ﻭﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻟﻴﻢ.
محمد الغزالي