فى نشدان الأمم للعدالة، كانت تطلب المساواة الصحيحة، التى لا ضير منها على أحد، المساواة التى شرع الله لعباده منذ خلق السموات والأرض، والتى عبر عنها نبى الإسلام أصدق تعبير، يوم قال : ' الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى ' . فإن تكن التقوى أساس التفاضل بين الناس فى الدين، فليكن العمل أساس التفاضل بين الناس فى الدنيا. ويجب أن تحترم هذه الأسس، فلا تعصف بنتائجها العادلة أهواء الطغاة. ثم إن علينا ـ أبدا ـ الكشف عن معالمها، ووقف الناس جميعا عند حدودها، ووضع القواعد المحققة لهذه الغاية. فتقرر حقوق الإنسان، ويضمن تكافؤ الفرص، وتصان ثمرات الكفاح، وتستأصل شأفة الاغتيال والاحتيال.
محمد الغزالي