العرب نسوا معقد شرفهم وعروة مجدهم ٬ وظنوا أنهم بغير الإسلام يمكن أن يكونوا شيئا.. وقوى هذا الشعور أو ضعف حسب انكماش الإيمان وامتداده. وجاء دور الهزيمة العامة فى تاريخ العرب الأخير ٬ والعرب يفخرون بأصلهم لا بدينهم ٬ ويتحدثون عن دمهم لا عن نسبهم الروحى الثاقب. ولعل أغرب مفارقة فى تاريخ الحياة كلها أن يقبل اليهود فى موكب تقوده التوراة على حين ينسى العرب قرآنهم ٬ بل تستعجم لغتهم على أفواههم فما يحسنون النطق بها. وبديه أن تتلاحق المخازى فى شئون العرب السياسية والاجتماعية٬ وألا يبدو لهم نصر فى أفق من الآفاق. كيف؟ وقد تيقظت الشهوات٬ وصرخت الأثرة وشرع العرب المعاصرون يحيون كما كانت عاد وثمود ٬ يبطشون بطش الجبابرة ولا يروى لهم عطش إلى الملذات الحرام .
محمد الغزالي