الشيخ محمد الغزالي
ﺍﻟﺸﺤﻨﺎء ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻛﺮﻩ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻨﺸﺄ ﻋﻨﻬﺎ٬ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺸﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻫﻮﺍﺋﻬﺎ٬ ﻭﺍﻟﻄﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻗﺘﻨﺎﺹ ﻟﺬﺍﺋﺬﻫﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺜﺎﺭ ﺑﻤﺘﺎﻋﻬﺎ . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻐﺾ لله٬ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻟﻠﺤﻖ٬ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻠﺸﺮﻑ٬ ﻓﺸﺄﻥ ﺁﺧﺮ . . ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺟﻨﺎﺡ ﻓﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻃﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ٬ ﻣﻦ ﻳﻔﺴﻘﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ الله٬ ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺪﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩﻩ٬ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻻﺋﻤﺔ ﻓﻰ ﺃﻥ ﻳُﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺒﻐﻀﺎء٬ ﻭﻳﻌﺎﻟﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍء. ﺑﻞ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ لله ﻭﺣﺪﻩ . ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮ ﷲ ﻋﺮ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﻧﺠﺎﻓﻰ ﺃﻋﺪﺍءﻩ٬ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻨﺎ : ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭﺍ ﺁﺑﺎءﻛﻢ ﻭﺇﺧﻮﺍﻧﻜﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺤﺒﻮﺍ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭ ﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻮﻥ . ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻤﻦ ﺗﺴﻮء ﺻﺤﺒﺘﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻐﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎﻭﻥ ﻭﺍﻟﻬﺰﻝ ﻭﺍﺟﺐ . ﻭﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻩ ﻋﻤﻦ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻰ ﺣﻖ ﷲ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻪ٬ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﻞ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﻣﻤﺪﻭﺩ٬ ﻻ ﺷﻰء ﻓﻴﻪ٬ ﻓﻘﺪ ﻫﺠﺮ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﻪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ٬ ﻭﻫﺠﺮ ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻭﻟﺪﺍ ﺣﺘﻰ ﻣﺎﺕ ؛ ﻷﻧﻪ ﺭﺩ ﺣﻜﻤﺎ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﷲ . محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف