ﺍﻹﺳﻼﻡ ـ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺭﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎء ـ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻰ ﺇﺻﻼﺣﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺬﻳ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء٬ ﻓﻬﻮ ﻳﻜﺮﺱ ﺟﻬﻮﺩﺍ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻰ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﻭﻏﺮﺱ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ ﻓﻰ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﺤﻴﻞ ﺟﺰءﺍ ﻣﻨﻬﺎ. ﻭﻣﺎ ﺧﻠﺪﺕ ﺭﺳﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ﻭﻛﻮﻧﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﻻ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻣﺤﻮﺭ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ٬ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻬﻢ ﻗﺸﻮﺭﺍ ﻣﻠﺼﻘﺔ ﻓﺘﺴﻘﻂ ﻓﻰ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ٬ ﻭﻻ ﺃﻟﻮﺍﻧﺎ ﻣﻔﺘﻌﻠﺔ٬ ﺗﺒﻬﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ. ﻻ. ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻄﻮﺍ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﺑﻄﻮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ٬ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻗﻮﺓ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ٬ ﻭﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺗﻬﺎ .
محمد الغزالي