ﻓﺎﻷﺩﻳﺎﻥ ﻟﻦ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﻔﺼﻞ ﻟﻜﻞ ﺇﺻﻼﺡ٬ ﻭﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪ ﻟﻜﻞ ﺣﻀﺎﺭﺓ. ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺗﻬﻮﻳﻦ ﻭﻻ ﻏﺾ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﻦ ﻟﺒﻨﺎء ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ٬ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺗﻨﻮﻳﻪ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﻓﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺇﺳﻌﺎﺩ ﺍﻷﺣﻴﺎء. ﻓﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﺔ٬ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻰ ﺃﺣﻜﻢ ﺍﻟﻨﻈﻢ٬ ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺌﺔ٬ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ٬ ﺗﺮﻗﻊ ﺍﻟﻔﺘﻮﻕ ﻓﻰ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﺔ ﻭﻳﺸﺮﻕ ﻧﺒﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ٬ ﻓﺘﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺮ٬ ﻭﺳﻂ ﺍﻷﻧﻮﺍء ﻭﺍﻷﻋﺎﺻﻴﺮ. ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺍﻟﻨﺰﻳﻪ٬ ﻳﻜﻤﻞ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻪ٬ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺎﺿﻰ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ ﻓﻬﻮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ٬ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﻣﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ٬ ﻭﺭﻏﺒﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ٬ ﺍﻟﺪﻋﺎﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺘﻐﻠﻴﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
محمد الغزالي