إنّ محمداً وصحبه تعلموا وعلموا , وخاصموا وسالموا , وانتصروا وانهزموا , ومدوا شعاع دعوتهم الى الآفاق , وهم على كل شبر من الارض يكافحون , لم ينحزم لهم قانون من قوانين الارض , ولم تلن لهم سنة من سنن الحياة , بل إنهم تعبوا اكثر مما تعب اعداؤهم , وحملوا المغارم الباهظة في سبيل ربهم , فكانوا في ميدان تنازع البقاء أولى بالرسوخ والتمكين. وقد لقنهم الله عز وجل هذه الدروس الحازمة حتى لا يتوقعوا مُحاباة من القدر في أي صدام , وان كانوا أحصف رأياً من أن يتوقعوا هذا .
محمد الغزالي