ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﺠﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺍﻟﻮﺍﻋﻰ٬ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ٬ ﻓﻬﻮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻓﺎء. ﻭﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺎﺕ٬ ﻓﺄﻋﻼﻫﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ٬ ﻭﺃﻗﺪﺳﻬﺎ ﺫﻣﺎﻣﺎ٬ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻷﻋﻈﻢ٬ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ﻓﺈﻥﷲ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭﺗﻪ٬ ﻭﺭﺑﺎﻩ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ٬ ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ٬ ﻭﺃﻻ ﺗﺸﺮﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻤُﻐﻮﻳﺎﺕُ٬ ﻓﻴﺠﻬﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺠﺤﺪﻫﺎ. ﺃﻟﻢ ﺃﻋﻬﺪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﻢ ﻋﺪﻭ ﻣﺒﻴﻦ ﻭﺃﻥ ﺍﻋﺒﺪﻭﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﻭﻳﺴﺘﻬﺪ ﺑﻤﺎ ﺟﺎءﻭﺍ ﺑﻪ٬ ﻓﺈﻥ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﺳﺎﺋﻘﺎ ﻳﺤﺪﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ٬ ﻭﻳﺒﺼﺮﻩ ﺑﺨﺎﻟﻘﻪ٬ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﻔﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ٬ ﻭﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﻒ.. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺧﺬﻩ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ. ﻭﺇﺫ ﺃﺧﺬ ﺭﺑﻚ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﺫﺭﻳﺘﻬﻢ ﻭﺃﺷﻬﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃﻟﺴﺖ ﺑﺮﺑﻜﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﻠﻰ ﺷﻬﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻟﻮﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺷﺮﻙ ﺁﺑﺎﺅﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻛﻨﺎ ﺫﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺃﻓﺘﻬﻠﻜﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺒﻄﻠﻮﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻔﺼﻞ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﻥ. ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻮﺍﺭ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﻫﻢ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ٬ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﷲ٬ ﻭﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ٬ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻤﺒﺜﻮﺛﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻩ ﻭﺗﻤﺠﻴﺪﻩ٬ ﻭﺍﻧﻔﻼﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻴﻬﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﻋﻨﻬﺎ٬ ﺃﻭ ﺗﺸﺮﻙ ﺑﻪ.
محمد الغزالي