ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ٬ ﺃﻟﺰﻡ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ٬ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﺎ ﻣﻴﺰ ﷲ ﺑﻪ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳُﺴﺨﺮ ﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺸﺮ٬ ﻭﺃﻥ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﻪ ﺍﻷﻫﻮﺍء ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ٬ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﺗﺼﺒﻪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻯ ﻋﻠﻤﺎء٬ ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ٬ ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩﺓ. ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺟﻤﻴﻌﺎ٬ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺮﺩﻭﺍ ﻟﻠﻌﻠﻢ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮﺍ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﺑﺘﻐﺎء ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﺗﻠﻬﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻀﺔ٬ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻳﺪﻥ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ٬ ﻫﻮ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ٬ ﻭﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ. ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ـ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ﻣﻦ ﺗﻌﻠﱠﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﻣﻤﺎ ﻳُﺒﺘﻐﻰ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٬ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﻟﻴﺼﻴﺐ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ٬ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻋَﺮْﻑَ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .
محمد الغزالي