لقد انطلقت أسباب الفتك الأدبي والمادي في أرجائنا تغشى ظاهر المجتمع وباطنه، فلم تدع قيمة روحية إلا أرخصتها ولا صلاة خاشعة إلا أماتتها ولا قلبا محبا لله إلا ازدرته ولا أخوة خالصة لوجهه الكريم إلا مزقتها شر ممزق. ونشأ عن ذلك أن الأنفاس الباردة هي التي تنظر في قضايانا، والضمائر الخائنة هي التي تشرف على مصالحنا، والطبائع الجبانة الهلوع هي التي تدافع عن مقدساتنا .
محمد الغزالي