وهناك قوم يعاملون الله وهم مشغولون بأجره عن وجهه، أو بمطالبهم منه عن الذي ينبغي له منهم، وهؤلاء ينتقلون عن أنفسهم من طريق ليعودوا إليها من طريق أخرى. إنهم مقيدون بسلاسل متينة مع أنانيتهم، فهم يسيرون ولكن حولها. لو حسنت معرفتهم بالله ما حجبتهم عنه رغبات مادية ولا معنوية، بل لطغى عليهم الشعور به وبما يجب له، وتخطوا كل شيء دونه، فلم يهدؤوا إلا في ساحته، ولم يطمئنوا إلا لما يرضيه هو جل شأنه.
محمد الغزالي