الشيخ محمد الغزالي
ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﺎﺱ٬ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻧﻮﺭ ﻳﻤﺸﻮﻥ ﺑﻪ٬ ﻻ ﻧﻮﺭ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﻛﺸﺎﻑ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻴﻦ ﻣﻠﻬﻢ٬ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﻬﻢ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ٬ ﻗﺮﺍءﺓ ﻻ ﻓﻘﻪ ﻓﻴﻬﺎ٬ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻻ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ. ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻏﺰﻭﺍ ﺍﻟﻔﻀﺎء٬ ﻭﻭﺿﻌﻮﺍ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ٬ ﺃﻣﺎ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻓﻬﻢ ﺻﺮﻋﻰ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻠﻰ٬ ﻭﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺨﻠﻘﻰ٬ ﻭﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ٬ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ٬ ﻭﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻫﻞ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺗﻨﺠﺢ ﻣﻊ ﺷﻴﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ؟ ﻛﻼ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍء ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻟﺘﻰ ﺑﺮﻉ ﻓﻰ ﺻﻨﻌﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ.. ﻭﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ٬ ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﻮﻥ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎ٬ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺪﻭﻥ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻟﻸﺧﺬ٬ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﺍ ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻬﻢ٬ ﺃﻭ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﻓﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ! ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﻬﺮ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻤﺘﺨﻠﻒ٬ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻪ؟ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ:ﻫﻞ ﺍﻟﺴﻌﻰ ﻟﺠﻌﻞ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﺮﻗﻰ ﻓﻰ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺼﻔﺎء ﺍﻟﺮﻭﺣﻰ ﻭﺍﻧﺘﻌﺎﺵ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻹﻟﻬﻲ؟ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﺍﻟﺮﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﺭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ٬ ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﻮﺑﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ٬ ﺃﻧﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ٬ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍء ﻟﻪ. وأﻭﻟﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﷲ ﻭﻛﺘﺎﺑﻪ ﻧﺎﺱ ﻳﻐﺘﺮ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺟﺒﺎﻫﻬﻢ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﺩﺧﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ ﺃﻭﺍﻟﺮﻛﺾ ﻓﻰ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ٬ ﺛﻢ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺣﺒﺎ ﺟﻤﺎ٬ ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﺣﺮﺍﻛﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ٬ ﺇﻋﻼء ﻟﻜﻠﻤﺘﻪ٬ ﻭﺳﻴﺎﺟﺎ ﻟﺸﺮﻳﻌﺘﻪ٬ ﻭﺫﺧﻴﺮﺓ ﻳﻠﻘﻮﻧﻪ ﺑـﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ. ﻛﻞ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ﻣﺰﻋﻮﻣﺔ٬ ﺗﺜﻨﻰ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ٬ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭﻫﺎ٬ ﺑﻞ ﺗﺠﺐ ﻣﻄﺎﺭﺩﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺳﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ. محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف