إن للغايات الجليلة وسائل نبيلة تعين على إدراكها، ومن غير هذه الوسائل يصعب أن تقوم شورى صحيحة كما يصعب أن يقوم جهاد نزيه ناجح!. ويستطيع أولو الألباب أن يحددوا الغايات الثابتة والوسائل المتغيرة، والفقهاء في الكتاب والسنة أقدر الناس على ذلك... على أن هناك استدراكا حول ما ذكرنا من شئون الدنيا، وتجدد الوسائل. صحيح أن الناس أعلم بشئون دنياهم، وبما يقرب لهم ما يصبون إليه من أهداف عظام.. لكن المهارة في الدنيا خطيرة الآثار، وكذلك الخبرة الإدارية الواسعة! ويوم يكون الملاحدة مكرة مهرة خبراء أذكياء، ويكون المؤمنون سذاجا أغرارا فإن مستقبل الإيمان على ظهر الأرض ضائع يقينا .
محمد الغزالي