ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﺮﻗﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻨﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﺍ ﺿﻤﻴﺮ ﻳﻘﻆ٬ ﺗُﺼﺎﻥ ﺑﻪ ﺣﻘﻮﻕ ﷲ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ٬ ﻭﺗﺤﺮﺱ ﺑﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻋﻰ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻭﺍﻹﻫﻤﺎﻝ٬ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻣﻴﻨﺎ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻰ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ٬ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻥ ﺷﺘﻰ٬ ﻣﻨﺎﻃﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮء ﺑﺘﺒﻌﺘﻪ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻳُﻮﻛﻞ ﺇﻟﻴﻪ٬ ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺑﻪ٬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﺼﻠﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ: ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ٬ ﻓﺎﻹﻣﺎﻡ ﺭﺍﻉ ﻭﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ٬ ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﺭﺍﻉﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ٬ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﻣﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻬﺎ٬ ﻭﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﻓﻲ ﻣﺎﻝ ﺳﻴﺪﻩ ﺭﺍﻉ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ـ ﺭﺍﻭﻯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ـ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ٬ ﻭﺃﺣﺴﺒﻪ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻰ ﻣﺎﻝ ﺃﺑﻴﻪ ﺭﺍﻉ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ. ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻡ ﻳﻘﺼﺮﻭﻥ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻰ ﺃﺿﻴﻖ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ٬ ﻭﻫﻮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ٬ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺩﻳﻦ ﷲ ﺃﺿﺨﻢ ﻭﺃﺛﻘﻞ. ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﻮﺍﺻﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﻨﻮﻥ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻬﺎ ٬ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﺒﺔ ﺳﻔﺮ ٬ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﺧﻮﻩ : ﺃﺳﺘﻮﺩﻉ ﷲ ﺩﻳﻨﻚ ﻭﺃﻣﺎﻧﺘﻚ ﻭﺧﻮﺍﺗﻴﻢ ﻋﻤﻠﻚ ﻭﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺧﻄﺒﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺇﻻ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻟﻤﻦ ﻻ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﺩﻳﻦ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻋﻬﺪ ﻟﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻘﺎء ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺳﻮء ﺍﻟﻤﻨﻘﻠﺐ ﻓﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ٬ ﻓﺈﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺟﻤﻊ ﻓﻰ ﺍﺳﺘﻌﺎﺫﺗﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﻣﻌﺎً ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻰ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺌﺲ ﺍﻟﻀﺠﻴﻊ٬ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺌﺴﺖ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﺔ ﻓﺎﻟﺠﻮﻉ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻳﻠﻘﺐ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺑﺎﻷﻣﻴﻦ .
محمد الغزالي